تقارير

مؤسسة غزة الإنسانية تبدأ عملياتها قبل نهاية مايو.. محاولة جديدة لحل أزمة المجاعة

 

كتبت: فاطمة إسماعيل 

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية (Gaza Humanitarian Foundation – GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة، عن خططها لبدء عملياتها الإغاثية في قطاع غزة قبل نهاية مايو 2025. تأتي هذه الخطوة في وقت حرج، حيث لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى القطاع منذ 2 مارس 2025، مما يهدد حياة نحو نصف مليون شخص، أي ما يعادل ربع سكان غزة، بخطر المجاعة وفقًا لمؤشر الجوع العالمي.

خلفية تأسيس مؤسسة غزة الإنسانية

تأسست مؤسسة غزة الإنسانية في أعقاب تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي تفاقمت جراء النزاع المستمر منذ أكتوبر 2023. قبل تأسيسها، كانت جهود الإغاثة تُدار من قبل منظمات دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة. تهدف المؤسسة الجديدة إلى تقديم مساعدات إنسانية من خلال مواقع توزيع آمنة، مع التركيز على توسيع نطاق عملياتها لتشمل جميع مناطق القطاع، بما في ذلك الشمال، الذي يعاني من نقص حاد في الإمدادات.

التحديات الإنسانية في غزة

منذ بداية النزاع، تعرض قطاع غزة لدمار واسع النطاق، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع. تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تقديم المساعدات بسبب القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية مثل الغذاء، المياه، الأدوية، ومواد البناء. بالإضافة إلى ذلك، هناك صعوبة في تنقل العاملين في المجال الإنساني بين غزة والضفة الغربية أو الخارج، مما يعيق استجابة فعّالة للاحتياجات المتزايدة.

تُعد غزة الآن المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة، حيث بلغ عدد القتلى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول رقماً قياسياً بلغ 287 شخصاً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. تعرض العاملون في المجال الإنساني لغارات جوية إسرائيلية على الرغم من إبلاغ السلطات الإسرائيلية بمواقعهم، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

خطة مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات

تخطط مؤسسة غزة الإنسانية لبدء عملياتها عبر مواقع توزيع آمنة في جنوب القطاع، مع التركيز على توفير الغذاء، المياه، الأدوية، والمواد الأساسية الأخرى. ومع ذلك، أكدت المؤسسة على ضرورة توسيع هذه المواقع لتشمل شمال القطاع، حيث تزداد الاحتياجات الإنسانية بشكل ملحوظ. في رسالة موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية، طلب المدير التنفيذي للمؤسسة، جيك وود، من جيش الدفاع الإسرائيلي تحديد مواقع آمنة في شمال غزة لتوزيع المساعدات خلال 30 يومًا. كما طلب تسهيل تدفق المساعدات باستخدام الآليات الحالية حتى تصبح بنية المؤسسة التحتية جاهزة، بهدف تخفيف الأزمة الإنسانية وتخفيف الضغط على مواقع التوزيع في الأيام الأولى من العمليات.

استجابة المجتمع الدولي

أثارت خطة مؤسسة غزة الإنسانية اهتمامًا واسعًا في المجتمع الدولي، حيث رحب العديد من المنظمات الإنسانية بهذه المبادرة. من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف)، كاثرين راسل، على أن حجم الاحتياجات الإنسانية في غزة “هائل”، مشيرة إلى أن “يونيسف” وشركاءها جاهزون لتوسيع استجابتهم. وأضافت أن “وقف إطلاق النار يجب أن يمنح أخيرًا العاملين في المجال الإنساني الفرصة للقيام بالاستجابة الضخمة داخل قطاع غزة التي هي في أمسّ الحاجة إليها”.

التحديات المتوقعة أمام تنفيذ خطة المؤسسة

على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه مؤسسة غزة الإنسانية تحديات كبيرة في تنفيذ خطتها. تشمل هذه التحديات:

  • القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية: ما زالت إسرائيل تفرض قيودًا على دخول المواد الأساسية مثل الغذاء، الأدوية، ومواد البناء، مما يعيق قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات بشكل فعّال.

  • الاستهداف المباشر للمرافق الإنسانية: تعرضت العديد من المرافق الإنسانية، بما في ذلك المستشفيات ومخازن المساعدات، للاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى تدميرها وتعطيل عملها.

  • التهديدات الأمنية للعاملين في المجال الإنساني: تعرض العديد من العاملين في المجال الإنساني للقتل أو الإصابة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرار العمليات الإغاثية.

  • القيود على التنقل والتواصل: تواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في التنقل والتواصل بين غزة والضفة الغربية أو الخارج، مما يعيق التنسيق الفعّال وتقديم المساعدات في الوقت المناسب.

التوصيات لتعزيز فعالية العمليات الإنسانية

لضمان فعالية العمليات الإنسانية في غزة، يُوصى بما يلي:

  • توسيع نطاق مواقع توزيع المساعدات: يجب توسيع مواقع توزيع المساعدات لتشمل جميع مناطق القطاع، بما في ذلك الشمال، لضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من السكان المحتاجين.

  • تسهيل دخول المواد الأساسية: يجب على السلطات الإسرائيلية تسهيل دخول المواد الأساسية مثل الغذاء، الأدوية، ومواد البناء، لضمان قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات بشكل فعّال.

  • حماية العاملين في المجال الإنساني: يجب اتخاذ تدابير لحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم، بما في ذلك توفير التدريب والتجهيزات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية.

  • تعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية: يجب تعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية المختلفة لضمان استجابة فعّالة للاحتياجات المتزايدة وتجنب التكرار في تقديم المساعدات.

تُعد خطة مؤسسة غزة الإنسانية خطوة إيجابية نحو تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الخطة يعتمد على التعاون الدولي وتوفير الدعم اللازم لتجاوز التحديات القائمة. من خلال العمل المشترك.

 

 

للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر 

زر الذهاب إلى الأعلى