تقارير

حرائق غابات غير مسبوقة تضرب إسرائيل.. إخلاءات جماعية وتأثيرات اقتصادية ودولية متصاعدة

تشهد إسرائيل منذ مطلع هذا الأسبوع موجة حرائق غابات مدمّرة اجتاحت مناطق شاسعة في محيط القدس وامتدت إلى ضواحي بيت شيمش وعدد من التجمعات السكنية، ما اضطر السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ البيئية وإجلاء آلاف السكان.

حجم الكارثة

أفادت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية بأن أكثر من 119 فرقة إطفاء و10 طائرات تعمل على مدار الساعة لمحاصرة النيران، مدعومة بوحدات من الجيش الإسرائيلي. وقد تم إجلاء سكان بلدات مشيلات تسيون وإشتاؤول وبيت مئير، بعد أن اقتربت ألسنة اللهب من منازلهم.

كما سُجلت إصابة 17 من رجال الإطفاء، إضافة إلى 12 مدنيًا جراء استنشاق الدخان، فيما تواصل السلطات إغلاق الطريق السريع رقم 1، الرابط بين تل أبيب والقدس، بسبب تصاعد أعمدة الدخان الكثيف، ما أدى إلى شلل في الحركة المرورية وتعطل بعض الخدمات اللوجستية الحيوية.

أسباب الحرائق وتحقيقات جارية

حتى الآن، لم تُعلن السلطات عن وجود دلائل تؤكد أن الحريق نجم عن فعل متعمّد، لكن تم فتح تحقيق موسع وسط مخاوف من أن تؤدي الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى مزيد من التدهور.

حرائق الغابات في اسرائيل

تداعيات اقتصادية مباشرة

حرائق الغابات تمثل ضربة جديدة للاقتصاد الإسرائيلي الذي لا يزال يواجه ضغوطًا من التوترات الأمنية الداخلية والتكاليف الدفاعية المرتفعة. ووفق تقديرات أولية، فإن الأضرار:

  • قد تتجاوز 500 مليون شيكل (نحو 135 مليون دولار)، تشمل البنى التحتية، الأراضي الزراعية، وأملاك خاصة.

  • قطاع السياحة الريفية، خاصة في محيط القدس، تلقى ضربة قاسية بعد إلغاء مئات الحجوزات وعمليات إغلاق طارئة للمواقع الطبيعية والمزارع.

  • سوق العقارات في المناطق المتضررة يشهد حالة من الجمود وتراجع الطلب.

أثر دولي ومساعدات خارجية

في سابقة نادرة، وجّهت إسرائيل نداء استغاثة دولي، استجابت له كل من إيطاليا، كرواتيا، أوكرانيا، رومانيا وقبرص، بإرسال طائرات إطفاء متطورة للمساعدة في احتواء النيران، في خطوة تعكس خطورة الموقف.

كما أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان شكر للمجتمع الدولي، مؤكدة أن “التعاون العابر للحدود في مواجهة الكوارث البيئية هو دليل على التضامن الإنساني”.

انعكاسات بيئية بعيدة المدى

الحرائق ألحقت ضررًا بالغًا بالغطاء النباتي في جبال القدس، وتهدد النظام البيئي المحلي الذي يستغرق عقودًا للتعافي. وحذرت جهات بيئية من فقدان أنواع نباتية نادرة وتدهور جودة الهواء والمياه في المنطقة.

تمثل حرائق الغابات الحالية في إسرائيل واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة، ليس فقط من حيث حجم النيران، بل أيضًا لما تسببت به من تداعيات إنسانية واقتصادية ودبلوماسية. وبينما تواصل فرق الطوارئ جهودها المضنية للسيطرة على الوضع، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى جاهزية إسرائيل لمواجهة كوارث من هذا النوع في ظل التغير المناخي المتسارع.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى