خطة المساعدات الأمريكية الإسرائيلية لغزة.. هل هي خطوة إنسانية أم تكتيك سياسي؟

كتبت: فاطمة إسماعيل
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ خطة مشتركة تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، تتضمن هذه الخطة إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات، مع التركيز على منع وصولها إلى حركة حماس، وضمان وصولها إلى المدنيين المحتاجين.
بعد الكشف عن هذه الخطة هل ستفي بالغرض الأساسي لضمان وصول المساعدات الغذائية لأهل غزة؟ يتعرض أهل غزة بشكل مستمر لانتهاك لحقوقهم الإنسانية التي بالفعل قد انعدمت من قبل جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقصفه لمراكز المخزون الخاص بالمساعدات الإنسائية وقصف مراكز الأونروا التي كانت هي الضمان الوحيد بعد إغلاق المعابر التي كانت تمد أهل غزة بالمساعدات الإنسانية.
تفاصيل الخطة
-
توفير المساعدات الإنسانية: تسعى الخطة إلى تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة من الغذاء والماء والدواء، في ظل الحصار المفروض على القطاع.
-
منع استفادة حماس: تهدف الخطة إلى ضمان عدم وصول المساعدات إلى حركة حماس، من خلال إنشاء آلية توزيع خاضعة للرقابة.
-
تعزيز الأمن: تسعى إسرائيل إلى استخدام هذه الخطة كوسيلة لتعزيز أمنها، من خلال تقليل نفوذ حماس في القطاع.
آلية التنفيذ
تتضمن الخطة إنشاء “مراكز توزيع” في مناطق محددة داخل غزة، حيث يمكن للمدنيين الحصول على المساعدات. سيتم تنفيذ هذه العملية بالتعاون مع شركتين أمنيتين أمريكيتين، هما “سيف ريتش سوليوشنز” و”يو جي سوليوشنز”، واللتين تتمتعان بخبرة في العمليات الأمنية. سيتم توزيع المساعدات بشكل أسبوعي، مع تقديم حزمة تحتوي على مؤن تكفي لمدة سبعة أيام لكل أسرة.
المواقف الدولية
قوبلت الخطة بانتقادات من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، التي أعربت عن مخاوفها من أن تؤدي هذه الآلية إلى تعريض المدنيين للخطر، وانتهاك المبادئ الإنسانية الأساسية. كما حذرت من أن الخطة قد تؤدي إلى تجويع السكان، من خلال فرض قيود على وصول المساعدات.
ردود الفعل المحلية
رفضت حركة حماس الخطة، واعتبرتها محاولة لفرض السيطرة على القطاع، ودعت إلى فتح المعابر بشكل كامل، والسماح بدخول المساعدات دون قيود. كما أعربت عن مخاوفها من أن تؤدي الخطة إلى تعزيز الحصار المفروض على غزة.
الاعتبارات القانونية
أعرب خبراء القانون الدولي عن قلقهم من أن الخطة قد تنتهك القانون الدولي الإنساني، من خلال فرض قيود على وصول المساعدات، وتعريض المدنيين للخطر. كما حذروا من أن تنفيذ الخطة قد يؤدي إلى تحميل الجهات المشاركة فيها مسؤولية قانونية.
بينما تهدف الخطة الأمريكية الإسرائيلية إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة، فإنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك المخاوف الأمنية، والاعتبارات القانونية، وردود الفعل المحلية والدولية. من الضروري أن يتم تنفيذ أي خطة لتقديم المساعدات بالتعاون مع الجهات الدولية، ومع احترام المبادئ الإنسانية، لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، دون تعريضهم للخطر أو استخدامهم كأداة لتحقيق أهداف سياسية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر .