العالم

تصاعد دخان أسود في الفاتيكان.. وعلاقته باختيار بابا الفاتيكان الجديد وأبرز المرشحين للمنصب

كتبت: رنيم شكري

في مشهد يحمل طابعًا مهيبًا وتاريخيًا، تصاعد مساء أمس  الأربعاء دخان أسود من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان – في الاجتماع المغلق الأول لبدء مراسم اختيار بابا جديد للفاتيكان – إعلانا بعدم توصل الكرادلة إلى اتفاق على اختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية في أول اقتراع. هذا الحدث، وإن بدا بسيطًا في ظاهره، إلا أنه يمثل لحظة فارقة في حياة 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، ويجذب أنظار الملايين من أتباع الفاتيكان وغيرهم على حد سواء.

طبقًا للتقاليد الكنسية الكاثوليكية، فإن تصاعد الدخان الأسود من المدخنة الشهيرة داخل الفاتيكان يرمز إلى أن عملية الاقتراع لاختيار البابا لم تُثمر بعد عن انتخاب أي من المرشحين، وهو ما يُبقي الكنيسة دون بابا جديد في انتظار جولات اقتراع لاحقة. وقد ظهر الدخان في تمام الساعة التاسعة مساءً، بعد نحو أربع ساعات من دخول 133 كاردينالًا إلى كنيسة سيستين، حيث أدوا القسم على السرية التامة وبدأوا رسميًا الطقس المقدس المتوارث منذ قرون لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، الذي أثار قراره بالتنحي – أو رحيله، بحسب ما ستكشفه الأيام – الكثير من التساؤلات.

طقوس عتيقة.. ودلالات معاصرة

يُعد مجمع الكرادلة واحدًا من أقدم الأنظمة الانتخابية في العالم، وهو يجمع بين الروحانية والسياسة. وبحسب الأعراف، يُجرى الاقتراع في سرية تامة داخل جدران كنيسة سيستين، ولا يُسمح للكرادلة بالتواصل مع العالم الخارجي تبعًا لتعاليم الكنيسة. وبعد كل جولة اقتراع، تُحرق أوراق التصويت، ويُضاف إليها مادة كيميائية لإصدار لون دخان معين: أسود في حالة عدم انتخاب بابا، وأبيض إذا تم انتخابه حسب التقليد المتبع.

أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس

مع بدء المرحلة الانتقالية، بدأت الأنظار تتجه نحو عدد من الكرادلة البارزين الذين يُعتقد أنهم يمتلكون الحظوظ الأوفر في الفوز بمنصب البابا. ومن بين الأسماء المطروحة:

  • الكاردينال بيتر إردو من المجر، وهو شخصية مؤثرة في الكنيسة الأوروبية وله مواقف محافظة تُلاقي ترحيبًا لدى تيار واسع داخل المجمع.

  • الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي من الفلبين، المعروف بحضوره الكاريزمي وعلاقته القوية بجماهير الكنيسة في آسيا، وهو من أبرز وجوه “الكنيسة العالمية” التي تُجسد تنوع الكاثوليك المعاصرين.

  • الكاردينال روبرت ساراه من غينيا، أحد أبرز الأصوات المحافظة داخل الفاتيكان، ويحمل رؤية تقليدية قوية بشأن الهوية الكاثوليكية.

  • الكاردينال ماتيو زوبي من إيطاليا، المعروف بدعواته للسلام والحوار بين الأديان، وله قبول واسع في الأوساط التقدمية داخل الكنيسة.

بابا جديد لعصر جديد؟

يعكس هذا الحدث لحظة انتقالية مهمة في تاريخ الكنيسة، التي تواجه تحديات متصاعدة تشمل التغيرات الاجتماعية، وانخفاض عدد الكهنة، والانقسامات الداخلية، فضلًا عن قضايا الفساد والاعتداءات الجنسية التي هزت صورتها في السنوات الأخيرة. ويأمل المؤمنون أن يتم اختيار بابا قادر على استعادة ثقة الناس، وقيادة الكنيسة في عالم سريع التغير، دون أن تفقد جذورها الروحية.

ويبقى السؤال معلقًا: متى سيتحول هذا الدخان الأسود إلى أبيض؟ ومَن هو الرجل الذي سيحمل عبء المسؤولية البابوية لـ1.4 مليار إنسان؟

زر الذهاب إلى الأعلى